يا مذكرتي الجميلة! رجعت لك بعد انشغالي بالمسابقات المدرسية. وقد وصلني الخبر الرائع بعدما تعبت في رسم اللوحة لمدة ثلاثة أسابيع متتالية. وصلني اليوم وكدت أحلق في السماء من شدة الفرح والسرور بعدما كنت مثل العصفور الذي ينتظر بفارغ الصبر إنهاء عشه. وصلني وعقلي ليس في رأسي، ولكنني أشعر كيف؟ لا أدري!! من حقي أن أفرح بعد كل ذلك العناء. مرت ثلاثة أسابيع وكأنها ثلاث ساعات فقط . كنت لا أتحرك إلا واللوحة ترافقني أينما ذهبت في المدرسة ، في السيارة ، حتى عند قيامي بأي عمل منزلي . أصبحت لا أرى عائلتي وأصدقائي بسببها . عانيت وعانيت ولكن عندما أنظر إليها وكأنها تكلمني أشعر بالفخر لرسمي صاحب الجلالة حفظه الله وكأنه يناديني أكمليني أكمليني . أكملتها وأنا متعبة ومنهكة ولكن في نفس الوقت فضولية وأريد أن أراها في نفس اللحظة . مرت هذه الأسابيع على خير . واليوم أتلقى رسالة من معلمتي الغالية بأنني قد حصلت على أعلى المراكز في هذه المسابقة. وجاءت أمي وإخوتي مسرعين إلي لتهنئتي بعدما اندهشوا من النتيجة الرائعة التي ظهرت بها هذه اللوحة التي تكاد تصل إلى قمة رأسي من كبر حجمها. نمت لي أجنحة وطرت إلى السماء بعدما سجدت لله شكرا. حدد موعد الحفل لتكريمي وأنتظر بفارغ الصبر هديتي . عندما ذهبت كنت أتساءل أين لوحتي؟ في أي مركز أنا؟ هل أنا الأخير؟ هل أعجبتهم لوحتي حقا؟ أم هي مجرد مجاملة؟ مئات الأسئلة في عقلي وقلبي يكاد ينفجر من سرعة النبض. لكنهم رحبوا بي ترحيبا قويا جدا كادت أذناي أن تطيرا من شدة الصوت الذي ظهر فجأة . أحذوني إلى مكان لوحتي ورافقتني أسئلتهم المحيرة هل أنت من رسمها؟ لا أصدق! ما هي الألوان التي استعملتها؟ رسمك جميل! هل تعرفين أن ترسمي أشخاص حقيقيين؟ ارسميني إذا! كانت الأصوات ترتد كالأمواج التي تصطدم بالصخر. لم أجاوب على أي سؤال إنما كانت معلمتي وهي أمي الروحانية من كان يرد على هذه الاسئلة. رجعت الى المنزل بعدما كنت أودع التعب الذي واجهته منذ ثلاثة اسابيع .وأخذت قيلولة لم أحصل عليها خلال تلك الفترة. شكرا لك يا مسابقة الميثانول.